احيا ميتااا واموت حياا

و يحدث أن تعيش أكثر من عمرك و تخطو أكبر من مَقاس رجليك، و رغم التخطيط تسترخي مُرغما على خارطة الحقيقة، هي مفردات جافّّة قاسية تُمسكُ الأجل لتنفي وجودك من العدم .
حِراكٌ وسط حلبة فوضى من الإيقاع اليومي، نسايرها على وقع جنون هادئ، ما نفتأ نسترسل صمتًا حتى نومئ بالكلام، و لا نتكلم .. !
قد تعيش حقّا أكثر من عمرك إذا أهملت فلسفة الحِساب و ارتميت في أحضان الصواب، لأنّ الخطأ حقّ و الصواب أحقّ، و بينهما صبر و ألم يتراقصان تارة في كفَنٍ و تارة في ثوب زفاف، و عليك أنْ تعدل على حسب ما تقدر، و قد تخطو أيضًا أكبر من مقاس رجليك إذا تجوّفت من مقاييس زائفة، فتصيرَ أمردَ الزلّل في الحساب، تتقنُ القدَّ و إن زللتَ لم تتعدَّ من الألم ! تنهّد النّدم.
تأتينا عند حافة كلّ فرح حزين زغاريدُ مأتم، كأنّنا لا عِشنا فرحًا و لا تعايشنا مع أحزانْ، نجفّف الدمع و لا نعرف ساقيتهُ ! ثم نمشطُ الموتَ خصلة خصلة فتلتصقَ بمشطِ الوعي شعراتُ حياة.
أريد الموتَ حيّا، بُعدٌ لا يفقهه إلا من فقِه أنّ الموتَ و الحياة سواءْ أو كشربة ماءٍ بعد ارتواءْ، أريد الموتَ حيّا، بعدٌ لا يبتعد عن جسدٍ يخرُّ حين يخور من تراكم خيباتْ، أريد الموت حيّا، يقولها من يرى ما قلتُهُ في نفسه المتعبة الوجِلة المتمسّكة بخيطٍ أمل من خيطٍ واحد.
فهل هناكَ يا ترى من يعاكسُ جمْع هاته الأحاسيس الفلسفية المتناثرة، يجمعها غزلًا و يقول بوقاحة كبرياء: ما تقولون أنتم ؟ دعوني أرتشفُ ممّا تدّعون صمتا، فأنا - بل - أريد الحياة ميّتا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصوص

الغربه