المقطع العاشر سنغادر الديار

لعبنا كثيرا ذهب خالي واحضر لنا عصائر شربنا وقال استريحوا شوي وسنكمل اللعب بعد قليل بينما نحن نشرب العصائر ونضحك جا احدهم ينادي خالي ذهب اليه كانا يتكلمان عن التبرع بالدم لاحدهم المصاب الذي يحمل فصيله نادره وكانو يبحثون عن فصيله مشابهه هي الحرب كم اودت بناس وشردت ودمرت واحرقت قلوب الابرياء...

ثم انظم اليهم رجال كثير ودارت احاديث بينهم ونسى خالي امرنا تماما كان همهم كيف سيجدون دم لانقاذ الرجل الذي اصيب وفقد دمه تحركو جميعهم وذهبوا للبحث عن شخص يحمل نفس الفصيله وبقينا نحن في حوش المنزل لعبنا قليلا ثم دخلنا البيت كانت جدتي تجلس هي وامي فرحت حين رايت امي بصحه جيده وجريت اليها وتفاجات بجدتي تقول لا تجلسي بحضن امك بتظري الطفل نظرت لها قالت لي امك معها طفل ببطنها فرحت بيجي لي اخ او اخت ومن وقتها وانا منشغله جدا بذالك الطفل احسب الايام وكل صباح اسال امي كم صار لابي بالغربه ايام حتى اعرف كم يضل وقت حتى ياتي اخي الصغير قد قالت الدكتوره لامي انها حامل بالشهر الثالث ..

عاد خالي حزين فقد مات الرجل ولم ينقذوه وفي منتصف اللي اتى ذلك الصوت الذي افزع الجميع وحتى خالي واطفاله نزلو الدور الارضي خوفا من ذلك الصوت فقد كان قريب جدا كانت رائحة الدخان تملا المكان وحين توقف الصوت كان على خالي الذهاب ليساعد من طال القصف بيوتهم ونحن في البيت نرتعد خوف ونسال الله اللطف كانت جدتي تصلي كثيرا وتدعي ان يبعد الله عن اولادها الشر وجميع المسلمين وكنت اجلس لجانبها وادعي كما تدعي هي ...

وحين عاد خالي من الخارج في الفجر كان قد توقفت الاصوات لكنه عاد حزين جدا فقد  وجد صديقه بين الضحايا وبعض الجيران وما احزنه حقا هو تلك الانقاض الذي لم يصتطيعوا رفعها من فوق طفلا صغير وضل يبكي حتى مات عاد خالي وايقض الجميع وقال بصوت يعلوه الهلع لن ادعكم تحت الانقاض ليس لنا جلوس هنا بعد اليوم الجميع يجهز حاله سنغادر الى القريه .....

يا لتلك المغادره هل ستضل تلازمنا طول الوقت هل سنضل هكذا ماهذا الخبر نظرت لوالدتي وهي تجمع اغراضنا مجددا ولدموع جدتي التي لم تكف ذلك اليوم هي لم تاكل شيء منذا اغمى على والدتي جمعنا اغرضنا واتى خالي بسيارتين واخذنا إلى القريه استمر سفرنا ساعات حتى وصلنا القريه بيت جدي ابو والدتي كان بيت كبير ثلاثه ادوار يسكنه خالي الاوسط في دور والباقي مغلق....

 وصلنا وبدات حياتنا الريفيه من جديد وكان قلب خالي اخبره ان هناك شيء اوصلنا وعاد سريعا فقد كان احد ابناءه هناك يحرس المنزل فقد اصبحت البلاد كئيبه يسكنها الاشباح واللصوص رجع خالي في نفس اليوم الي البيت واخذ ثلاثه من اصدقائه المقربين واعطاهم الدور الارضي لحراسة البيت وفي لية تلك الليله ظرب صاروخ كبير تلك الحاره وذهب الكثير من القتلى والجرحى وكان من بينهم واحد من اولاد خالي هو الذي لم يقبل السفر معنا وتهدمت كثير من البيوت وايضا جانب من بيت خالي الذي تركناه ذلك اليوم وقتها علمت ان الدعاء يرد القضاء وان دعاء جدتي هو من جعلنا نغادر ذلك اليوم رغم اننا نجينا لكن كان رحيل ابن خالي كارثه حلت على الجميع خالي يتالم لما لم ياخذه بالغصب وخالتي ايضا ونحن الجميع كانو باسوء انواع الحزن والبؤوس لم يتركوا لنا اي لون فرح ...
#منال_علي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصوص

الغربه