الجزء الثالث من سنغادر الديار

كان صوت ابي واضحا انذاك حين يحدث زهرته الفواحه بكل حرقه وحسره وكان شيء ما انتزع من بين أحشائه بينما امي كانت تحتضنني ببكاء .. لتقف وتضعني جانبا وتذهب لداخل تجمع ماتبقى من حلي وبعض ما سنرتدي في رحلتنا لمغادرة الديار ..

اما انا فكنت اهرول في أرجاء البيت لافهم مايجري اجري يجب على اخذ ما احب اهرول في الديار دون ان اقبل ارضها .. واتنفس اخر عبقا فقد يدخل إلى رئتي من هواء وصفاء وشذا عبيرها .. هرعت الى بقيا غرفتي المدفونه تحت الانقاض انتشلت ملابس من تحت الحجاره والحديد فقد اصابت الداى قذيفه في ركن البيت وتهدم القليل من الجزء الغربي منها وبينما انا ابحث ظهر طرفا لدبدوب محشو بني اللون مزركشا اسحب الجزء الظاهر وانظر بحسره لملامحه الممختفيه واطرافه الناقصه وقدمه المحروق وراسه الذي يخرج منه رائحة العفن ..

لكنني اخذته بكل قوتي واخرجت مابقى من رفاته وقبلته وظممته إلى صدري خوفا من برد الحرب وعفنها .. واهرول بعد ذلك مسرعا إلى والدي الذي وجدني بعد البحث عني بالقرب من ذلك الركام الذي يغطي غرفتي وبين اطلالها الذي وقف والدي يتامل زوايها .. قفزت فورا نحوه وعانقته بقوة وبخوف يحملني ذاهبا للامام فتتبعنا أمي بحقيبته متوسطه بنية اللون واخرى على كتفها .. انزلني والدي وامسكت بيد امي اما والدي فقد حمل تلك الحقيبه بدلا من أمي اما انا فقد اكتفيت بحجز كفها بين يدي الاثنتين ومضينا ذلك اليوم بصمت .. ظللنا نتلفت كانت تلك هي النظرات الاخيره واخر ماتنفسته روحي من تلك الدار واخر ايام لحياتي الماضيه فيه ...


وليتني بدلا من الدب المحشو اخذت روحي الملتصقه على جدار غرفتي وليتني تنفست ملء روحي ورئتي مايكفيني للعيش عشر سنوات كامله او لباقي العمر الذي سوف ياتي ان بقى لي بهذه الحياه حياة ..

#منال_علي 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصوص

الغربه