البارت 2 ملازمة انسان


قالتها تلك المسنة ، وكأن الحديث فتح مجاله لها ،
ولم تجد أحداً ليسمعه إلا من وجدتة يعاني من خلال إستراق النظر إليها منذ قدومها إلى هنا ..

ترد عليها بنبرة خائبة ،
  وكأنها سهماً لرامٍ بارع ،
عبر لقلب الأخرى دون إعوجاج ،
((سيدتي أهناك دواء !? ،))
تنظر المسنة إليها ،
وقد أبتسمت لحديثها ،
فتأخذ نظارتها الطبية بعد أن أخرجت منديل التنظيف الخاص بها
بينما يديها مشغولتين بتنظيف نظارات

قالت بنبرة حانية ويملئها قليلاً من المزاح " دواء ! ، إن الحالات التي تحتاج لدواء مادي لن تنفع لحالتك صغيرتي ، هناك أدوية أخرى كقلبٍ أخر "...

تفتح الأخرى عينيها بعدم فهم وإستعياب !
قلبٌ أخر ! ،

قالت في أفكارها الداخليه التي لا يسمع صداها سوى بصيرتها ولُبها ، لايوجد مكان لقلب اخر..
ومن ثم أدركت  بأن هناك من علم أن قلبها أصبح يئن لا ينبض  ..

توجه أنضارها للأسفل ،
فتلحقه بإبتسامهٍ جانبية مبهمه ،
لتقول بتساؤل قد أمتزج بالتعجب جامعتاً حاجبيها مما سبب إعوجاج جفنيها ،
وإهتزاز بؤبؤها الأسود الذي يبدو وكأنة كوكب معتم بين سديمٍ أخضر

" أأنتشل قلبٌ أخر ! "

فتقهقه الأخرى وهي تظع نظارتها حول عينيها ،
ترد عليها وقد تعجبت كيف لشباب هذه الأيام لم يعد التلميح يجدي ،
فقد إعتادوا على العباراد الشبه صريحة حتى وإن كانت كذبٌ وزيف ...
"بنيتي ، هو وجود شخص واحد وقلب يستحق ، فقط إن كان يستحق هو  لن يرحل هو القلب الاخر ".

لتفهم الأُخرى ما كانت ترمي إليه  المسنة ،
وكأن عقلها قد تشبث بأخر أمل للحياة بعد أن كان القلب سيقضي على الصمود الوهمي الذي كانت تدعيه ...

تتخاطر الكلمات في لب كاد أن ينفجر ..
لتجد لسانها تتحرك وتبوح لشخص أول مرة تلتقي به
وربما أخر مرة سيكون اللقاء " رحل ليجعل رؤيتي للأماكن  التي إعتدنا زيارتها مع بعضنا
، تقتل شعور السعادة بداخلي ،
فأصبحت الملاهي دار عزاء ،
ومنتزة المدينة للصراخ وللنحيب ،
وبمنزلي أعلن إطلاق أسر الدموع ،
فمازالت قدماي يقودانني إلى حيث أول لقاء ، حيث البقاء ،
حيث كان النقاء ،

ليت الأماكن عند تكرار زيارتها ،
تحذف ما يحدث في الزيارات القديمة ،
وتجعلنا غربماء كما كنا ولا نلتقي ،
أصبحنا في زمن الحثالة عندما يعشقون ،
ببساطة يجعل الإختلاف سبباً للهجر ،
وهو السبب الحقيقي لدوام العلاقات فلا يدع للتفرق فيها مجالٌ أو للفناء ".

تربت تلك المسنة بخفه على كتفها ، وقد وجهت بجسدها مقابلاً لها ،
  لتفاجئها الأخرى أن ارتمت بأحضانها
بنحيب أُنثى قد أعلنت الإستسلام ...

لم تتفاجئ المسنة كثيراً ، فقد رأت بحياتها أكثر من هذا ، وربما قد توقعت حدوثه ..
تقول  بينما هي تربت على ضهرها وتسمع نحيبها ،
بحنان قد تناستة الأُخرى منذ أن تركت العيش بجانب والدتها لتكمل سير تعليمها ،
وعملها الذي صادف أن يكون بعيد عنهم أيضاً

"هوني عليك بنيتي ، هل من أنزلوا الدموع من أعيننا يستحقونها ، _تستدرك _ لا يستحقون ذرة بؤس نعيشة لأجلهم ، بل الدنيا ستفتح لنا طريقاً أجمل ، لم تأخذ منا شيء ، إلا لتعوضنا بما هو خير ، هو لو كان لنا ما أحببنا وزعمنا أنه الخير ، لما ابتسمنا في أوقات فرحتها أنستنا حجم الألم الذي سبق زوايا قابعه داخل أيامنا "

تمر دقائق و أندريا تتفكر بما وجهته إليها من حديث ،
وهي مازالت تنتحب وكأنها كانت تحتاج هذا ، الإنتحاب بحضن شخصٍ صادق ...

فتبتعد بعد أن خفت شهقاتها ، لتمسح أدمعها من جوانب مقلتيها ، فقد جعلت بريق عينيها الزمرديتين يزيد عن الحد الأقصى لضخ الألم بوواسطة النضر ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصوص

الغربه