حرمتْ عيني الكرى

مقطع جديد من قصة البراء وماريا 
الأوقات الجميلة تحفر في ذاكرة 
الإنسان ولا يطئها النسيان كما ان 
الأوقات الصعبة السيئة والمتعبة جدا
هي إيضا تظل حبيسة الذاكره لكن الذكريات
الحزينه والسيئة هي بمثابة دروس 
نتذكرها عندما نقدم على تجارب أخرى 
تدف أجراس الإنذار ونستعيد شريط الذكرى
فتكون عبره لنا تكسبنا الخبرة أيضاً 
كان البراء وأقفا بنفس المكان يستعيد ذكرياته
بعد ان ذهبت ماريا جلس هو مع نفسه 
يتذكر ايام طفولتة وتلك الجميله بنت 
الجيران التي كان معجب بها لكنه لم يتكلم 
قط معها او مع احد اخر عن ذلك الإعجاب
كان تكبره بالعمر فحين نضجت تزوجة وهو 
مازال في المدرسة كان ذلك الموقف مؤثر 
فية حيث انه كان يلوم نفسه انه لم يخبرها
بإعجابه رغم ان نظراتها كانت تحي له بانها
ايضا معجبة به لكنه حينها قال ان كل شيء
قدر وهي لم تقدر له فحاول نسيانها فور
ان علم انها ستكون لغيره وفعلا نساها 
ولم تظل منها الا اطلال ذكريات 
وهذا مادفعه لكي يخبر ماريا بانه معجب 
بها حتى لا تنتهي الرحلة ويذهب كلاً في 
طريقه ويتحسر كما تحسر المرة السابقه 
لم تجيب ماريا بشيء لكن لمعة عيناها 
وابتسامتها تشي بما في جوفها هذا ما 
لمسة البراء حين كان يتحدث اليها 
بعد ابتلاع البحر لشمس ولم يبقى منها 
الا قليلا من الشفق الواضح على الغيوم وقد 
بدا السواد يسود الإرجاء وأطراف الغيوم 
نهض البراء لكي يذهب إلى مقصورة الطعام
لتناول العشاء كان يمشي بخطواته الثابتة
والسريعة شيءٍ ما إلى ان وصل نظر وجد
 ماريا تجلس مع والدتها وضع يده على 
صدرة خشية ان يرى احدهم ضرباته التي
تزداد حين لقاء عيناها كان العم سام يراقب
من بعيد ويعلم ان هذا الفتى عاشق
من قد جرب الحب وعاشه يشعر بالعشاق
يعرفهم ويفهم ملامحهم الواضحة جداً
جلس البراء في المكان المقابل لماريا رغم
انه يتحاشى النظر في عينيها حتى لايتوه
وينسى كل ماحوله تناولا الطعام ومن ثم
استعدا لدرس كانت ماريا تشرد كثيراً اثناء
الدرس وكأنها تفكر بما قاله لها البراء 
هي معجبه به لكنها لم تظهر ذلك الاعجاب
لانها تخشى ان يتعلقا ببعضهما اكثر 
هي تفكر كثيراً بالعقبات التي ستكون 
قدام ذلك الحب اللغة الديانة الاختلاف
بالمعتقدات والبيئة وطريقة التفكير 
والعيش فكلاً منهما نشاء بمكان وثقافات
ومعتقدات أخرى كان يشغل عقلها كل هذا
بينما البراء كان يشغل عقله شيء واحد 
هو رفض أهله ان طلب الارتباط بواحدة
فيها كل هذا الاختلاف وحيث ان بعض
الأهالي لا يتقبلون زواج اولادهم من بلد 
اخر حتى وان كانت تحمل نفس الديانة 
في تلك الليلة لم يفهمان شيء من الدرس 
حتى النوم تلك الليلة جفا عيونهم الاثنين

.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصوص

الغربه